مراتي بتضرب العيال ضرب شديد على كل حاجة ولو كانت هايفة، كلمتها كتير ومفيش فايدة، أعمل إيه؟
بعض الآباء والأمهات هداهم الله يتصرفون مع الأطفال وكأنهم مملوكون لهم، ويتصورون أن لهم أن يفعلوا بهم ما أرادوا بحجة أنهم آباؤهم، وهذا باطل شنيع! هؤلاء بشر لا يجوز الاعتداء عليهم بغير حق، وإنما يجوز تأديبهم بقدر الحاجة عند الحاجة لا أن يضربوا ضرب غرائب الإبل، فأذيتهم بغير حق وضربهم ضربا لا يجوز كأن يضربوا ضربا مبرحا أو يضربوا على ما لا يجوز ضربهم عليه مما قد يوقع فاعله في الإثم والعياذ بالله، فيكون مسيئا من حيث ظن أنه يحسن.
قال الله: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا".
لا بد أن تعلم هذه الأم المسكينة أن أبناءها ليسوا مملوكين لها بل لو كانوا بهائم أجلهم الله لم تجز أذيتهم بغير حق.
والضرب وسيلة للتربية بحدود مضبوطة معينة بينها الفقهاء، ثم هو آخر الدواء كما يقال: آخر الدواء الكي، ثم المراد أن يكون ضرب تأديب لا ضرب تعذيب، يعني ينضربه عشان نعلمه مش عشان نفش غلنا فيه. ولا بد أن يكون ضربا خفيفا غير مبرح يتقي فيه الوجه ولا يتجاوز به عشرة أسواط، وهذا كله إذا أخطأ خطأ يستوجب التأديب بالضرب.
وأما ما تفعله تلك المرأة على ما ذكرته فهو فضلا عن كونه غير جائز لما فيه من الأذية بغير حق فإنها إن كانت تتصور أنها تؤدبهم بذلك فهي واهمة، بل إنها بذلك تحدث لهم مجموعة من العقد النفسية يصعب علاجها فيما بعد، كما أنها تحدث شرخا كبيرا في علاقتها بهم والتي ينبغي أن تبنى على الحب المتبادل والثقة المتبادلة، في جملة من السلبيات الكثيرة التي تنشأ عن هذه الطريقة العقيمة البائدة في التربية، فلا بد أن تعلم أن هذه الطريقة لا تحدث الأثر المطلوب فضلا عما لها من أضرار عاجلة وآجلة، فعليها أن تتقي الله تعالى وتعامل أولادها وفق ما يقتضيه الشرع الشريف، وتحرص على بناء جسور الحب والثقة بينها وبينهم، ولا تعاقب إلا بالقدر الذي يحقق المصلحة فهذا هو العقاب المثمر، وعليك أن تناصحها وتذكرها بالله تعالى وتمارس عليها جميع أنواع الضغط الممكنة حتى تكف عن هذا السلوك المشين، هداها الله وأصلح أولادكما.