الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعدُ؛
فإذا سبقَ الصبيان المُمَيِّزُونَ إلى الصف الأول = لم يجز إخراجُهم منه من أجل الرجالِ، ما داموا يحسنون الوقوف للصلاة.
لأنَّ سبق الصبيِّ إلى الصفِّ الأول = حقُّه في القربة، ولا يجوزُ نزعُه منه بغير رضاه.
ولا يقومُ دليلٌ شرعيّ على منعه منه.
وعلى ذلك نصَّ أصحابنا الشافعية.
قال العلامة ابن حجر الهيتميُّ رحمه الله: (المُعْتمَدُ أنَّ الصبيانَ متى سَبَقوا البالغين إلى الصفِّ الأول = لم يجُز لهم إخراجُهم، بخلاف الخناثى والنساء).
أما حديثُ: (ليلني منكم أولو الأحلام والنهى) = فمحمولٌ على حضورهم إلى الصف في وقتٍ واحد، أما إذا سبق الصبيان فهو أحق بما سبقوا إليه.
قال العلامة الخطيب الشربينيُّ رحمه الله: (ومحلُّ ما ذكر: ما إذا حضر الجميعُ دفعة واحدة، فلو سبق الصبيان بالحضور لم يؤخروا للرجال اللاحقين، كما لو سبقوا إلى الصف الأول فإنهم أحق به على الصحيح).