أنا معلم قرآن، وليس لي وظيفة إلا هذا، ودرست في المذهب الحنبلي أن أخذ الأجرة على التعليم لا يجوز، أصابني هم شديد، ما نصيحتك؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
أعانك الله ونفع بك.
نعم معتمد المذهب كما ذكرت، لكن القول الثاني وهو قول الشافعية والمالكية أن أخذ الأجرة على تعليم القرآن جائز مطلقا لحديث: (إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله).. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم زوج الرجل بما معه من القرآن.
ورجح هذا القول العلامة ابن عثيمين، وهو قول قوي جدا، واختار شيخ الإسلام ابن تيمية الجواز للحاجة، ولا شك أنها متحققة في حالتك..
ومن ثم فلا أرى مانعا أبدا من أن تأخذ أجرة على تعليم القرآن وأنت مع هذا مأجور إن شاء الله تعالى، والحنفية قد وافقوا الحنابلة في المنع.. ولكن أجاز متأخروهم أخذ الأجرة لعدم انتظام بيت المال وقيامه بمصالح المعلمين كما كان عليه الشأن قديما..
فحاصل أن أخذك الأجرة والحال هذه هو قول الجمهور، ولو أننا منعنا معلمي القرآن من أخذ الأجرة لتركوا التعليم ليشتغلوا بما يتكسبون به فيقع في جدار الإسلام فتق عظيم، ومعلمو القرآن من آخر الحصون التي نلوذ بها لإبقاء جذوة التعلق بالله تعالى وكتابه مشتعلة في قلوب الجيل..
فاستمر يا أخي فأنت على ثغر عظيم، وأنت من خيار المسلمين إن شاء الله لقول النبي صلوات الله وسلامه عليه: (خيركم من تَعلَّم القرآن وعَلَّمه) وكُل أجرتك هنيئا مريئا، واحتسب في تعليمك فتجمع بين أجر الدنيا والآخرة، وفقك الله وأعانك.
والله أعلم.