الحمد لله وحده.
الذي يقهر نفسه على الطاعة، ماذا كسب؟
يقهر نفسه.
يقرأ القرآن، ويُجهَد إذ يحايل نفسه على تفهُّمه، مع القراءة.. الأمر مجهد، لكنه لا يدع القراءة.
يصلي، ولا يجد خشوعًا تامًّا، بل يجهد نفسه حتى لا يشرد ذهنه في صلاته إلى أمور وأمور .. مما يعني أنه أشد شعورًا بالمشقة الجسدية.
الأمر شاق مرهق، لكنه لا يدع الصلاة.
يصلي ويقرأ ويسجد، ويقوم ويقرأ، ويركع ويسبَّح.. ويذكُر.. ويدعو.
ويعيد ويزيد..
هو لا يجد خشوعًا.. فماذا كسب؟
لقد كسب كثيرا..
لقد أقام على طاعة الله، لازم موضع الأمر.. التزم محابَّ الله.
وشرط أن يكتب في الطائعين والعباد المخلصين: أن يتَّبع الأوامر، راغبا في ثواب الله، راهبًا من عذاب الله، مع استمرار مجاهدته ليُحضر قلبه، فقط لا غير.
أنت لا تعرف؛ أية ركعة هي التي ينظر الله إليك فيها نظر اصطفاء!
أنت لا تعرف، إن كنت غافلا؛ ما هي الآية التي كتب الله لك عندها أن تتحوَل إلى اليقظة، جزاء مجاهدتك.
ولا تعرف الدعاء الذي عنده يفتح الله لك بابه، فيُدخلك في أهله وخواصِّه.
لكنك تعرف أن القرآن والصلاة والدعاء، هي الطريق الوحيدة.
فإذا انصرفت عن الطريق؛ فأنت على يقين أنك لن تصل.
وإذا لزمت الطريق، فلزمت مواطن الأمر؛ فإنه يوشك أن تصل، ولو طال بك السَّير!
اللهم عبادة مع حضور قلب ومتعة.. واللهم أدخلنا في عبادك، الذين هم أهلك وأصفياؤك.
اللهم أعِذ من وساوس السوء، وأعن عبادك يا رب!
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.