673      819
  • هل أني لا أريد العمل فيه تضييع لدراستي وأصبح عالة وبلا قيمة؟
  • قطوف
    قطوف
    جواب محرر من الفريق العلمي بالموقع.
  • السلام عليكم، هل كوني لا أريد أن أعمل مشكلة؟ كلما حدثت احدى رفيقاتي بعدم رغبتي بالعمل بعد التخرج اجد استنكارا شديدا واني ساضيع مجهود دراستي كله بالبقاء في البيت، واخرى تقول اني عالة هكذا وقيمتي تكمن في العمل الذي اقوم به وفي النهاية استحقر نفسي بجوارهن الطموحات . هل ينبغي على المشاركة في دروس متنوعة واعمال تطوعية كي اكون ناجحة ومفيدة؟ وهل هذا مدعاة للكسل؟ وكيف اتجنبه؟
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
     
    النجاح والفائدة أوسع من الشغل في وظيفة .. تعليم طفل الفاتحة : نجاح وفائدة . تربية ولدك على الصلاح والخُلق : هذا نجاح وفائدة ، بل من اعظم النجاح والفائدة ، وكثير من هؤلاء النسوة بالمقياس الدنيوي ، هن فاشلات ، أمهات و زوجات .. فارمي كلام الناس ورا ظهرك ..
     
    اسألي هؤلاء المثبطات .. أي منهن يقوم الليل . لعلهن خمسة بالمئة أو أقل ..
    (( أَمَّنْ هُوَ قَٰنِتٌ ءَانَآءَ ٱلَّيْلِ سَاجِدًا وَقَآئِمًا يَحْذَرُ ٱلْآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِۦ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلْأَلْبَٰبِ ))
     
    هذا ونجاح الآخرة ورفعة الدرجات فيها أهم بما لا يقارن بنجاح المهنة ودرجاتها :
    (( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ))
     
    امرأة أقصى طموحها الوظيفة ، تروح تشتغل وتنطحن في شركة عشان صاحب رأس المال تزيد ثروته ويرمي لها الفتات ، ثم ترجع لبيتها متعبة مش فاضية لأهلها ..
    وأخرى طموحها تنئشة أسرة صالحة ، ولها مشاريع أخرى في وقت فراغها ، كدراسة علم شرعي ، او عمل خيري، او حفظ القران ، او المشاركة في اكاديميات اونلاين ، او تعليم الاطفال التجويد ، أو قيام الليل ، أو الدلالة على الخير ، او عمل قناة يوتيوب نافعة للاطفال والمسلمين ، او مشروع دعوي ، او ترجمة كتاب نافع ، او تعلم لغة جديدة .. الى آخره ..
     
    هذا لا يعني أن المرأة العاملة ، ظالمة لنفسها ، لا نقول هذا ، وخاصة اذا احتاجت له للنفقة على نفسها أو تطوير مهارتها المهنية .
    لكن اذا كانت تظن أن الوظيفة هي الطموح ، والطموح هو الوظيفة ، وتثبط النساء اللواتي لا يردن فعل مثل ما تفعل : فهي مضحوك عليها للاسف ، وربما تستفيق من هذا الوهم لكن متأخرة ، وحينها لا ينفع الندم .
     
    أي إنسان يعمل الصالحات ليدخل الجنة : فهو الناجح ، وما سواه : خاسر خسرانا مبينا ، ولو كان صاحب أكبر شركة في العالم .
    أي إنسان يعبد الله لا يشرك به شيئا : فهو مفيد ، وما سواه : لا قيمة له .
    أي انسان لا يترك وقت فراغه يضيع سدى : فليس بكسول ، وما سواه : مغبون .
     
    فالتسبيح والذكر وقت الفراغ ، عبادة عظيمة ، خفيفة على اللسان . وليست هي كسلا. بل هي على كثير من أصحاب المهن ، أشق عليهم من عمل الساعات الطوال . لأنهم تركوها فثقلت عليهم .
    قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ، يحثه على الاستفادة من وقت فراغه (( فإذا فرغتَ فانصب )) قيل ، أي في العبادة والدعاء .. (( وإلى ربك فارغب )) ..
     
    يجب على النساء ، والرجال ، إعادة ترتيب أولوياتهم في الحياة ، فالميزان مضروب .
     
    بر والديك ودعاؤهم لك : نجاح
    عمل الخير للناس ، الصدقة ولو بالقليل ، الاطمئنان على جارتك ، وتبسمك في وجه أختك صدقة ، واماطة الاذى عن الطريق ، وكف شرك عن الناس : نجاح
    عيادة مريض .. اصلاح بين الناس .. ترك الغيبة والنميمة ، ونهي النساء عن الغيبة ، والنهي عن المنكر عموما ، والأمر بالمعروف .. كل هذا نجاح .. ويا له من نجاح ..
    تعلم العلم الشرعي ، وحفظ ما تيسر من القران : نجاح ..
    ركعتي الفجر ، صيام التطوع .. نجاح
     
    رزقك الله الخير