87      4228
  • ماذا تفعل الحائض في العشر الأواخر من رمضان؟
  • كريم حلمي
    كريم حلمي
    فقه حنبلي
  • ماذا تفعل الحائض في العشر الأواخر من رمضان؟

    عن جابر رضي الله عنه قال: كنا مع النبي ﷺ في غزاة، فقال: "إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالاً مَا سِرْتُمْ مَسِيراً، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِياً إِلاَّ كانُوا مَعكُم، حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ"، وفي رواية: "حبسهم العذر"، وَفِي روايَةِ: "إِلاَّ شَركُوكُمْ في الأَجْر".

     

    ويدخل في معنى هذا الحديث وأشباهه المرأة الحائض التي حبسها العذر عن الصلاة وقراءة القرآن، وتأخذ أجرها كاملًا إن شاء الله ما دامت صادقة في العزم، ولم يمنعها سوى العذر، ومن يصدق الله يصدقه.

     

    والصدق له علامات، ومن أجلّ هذه العلامات تعويض المفقود ببذل المجهود في تحصيل الموجود، والله سبحانه يقول: "فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ".

     

    وبين يدي الحائض من فنون العبادات وألوان الطاعات التي تنال بها أعلى المقامات = ما لا حد له ولا حصر.

     

    وقد قال إمام الدنيا في العلم والزهد والعبادة، سفيان الثوري رضي الله عنه: "الدعاء في تلك الليلة - أي ليلة القدر - أحب إلي من الصلاة"!
    وعن الحسن البصري وغيره: "تَفَكُّر ساعة خير من قيام ليلة".

     

    فما يحجبك عن سكينة الدعاء، وحلاوة المناجاة، وجمال الذكر، وأنس التفكر في جلال الله وجماله، ولذة الاستماع إلى القرآن مع إمرار معانيه على القلب ومع التفكر والتدبر والتفاعل معه بالسؤال والتعوذ والمناجاة؟! .. هذا والله النعيم!


    بل والله، هذه فرصة لتذوقي حلاوة غائبة عن أكثر الناس في هذه العبادات - التي لا نفعلها إلا لمامًا، ولدقائق معدودة فقط - بأن تقضي الليل كله تتقلبين فيها ما استطعت!

     

    فلا شيء يحجزك عن الله، ولا شيء يحجبك عن أبواب السماء، ولا يدري المرء بم يكون فكاكه، ولستِ استثناءً من سباق المشتاقين إلى جوار رب العالمين!
    وعند الصباح يحمد القوم السرى!

     

    [ملاحظة: الذي أتبعه وأعتقده وأفتي به هو عدم جواز قراءة القرآن للحائض، وبنيت الكلام على ذلك، والقول بالجواز قول سائغ مقبول، فكلٌ تعمل بما تتقلده وتتبعه بسؤال مفتٍ أو نحو ذلك]