647      973
  • هل أترك صلة رحمي والصلاة في المسجد بسبب المنكرات التي أقابلها عند الخروج؟
  • محمود مداد
    محمود مداد
    باحث شرعي ومفتي.. موقع الشبكة الإسلامية
  • عندما أذهب إلى المسجد تقابلني منكرات كثيرة، من معازف ومتبرجات مثلا، فعل الأولى أن أصلي في البيت؟ كذلك عندما أعمل طاعة كزيارة رحمي، أليس درء المفسدة هنا أولى وبالتالي أبقى في البيت ما دامت هناك مثل هذه المنكرات؟

    لو فعل الناس هذا لهجرت المساجد ولعطلت ساحات العبادة ولكف الناس عن طاعات كثيرة محبوبة لله تعالى ولم يزل المنكر بل إنه يزيد جدا.

     

    واستعمال هذه القاعدة هنا غير صحيح لأن ذلك فيما إذا تساوت المصلحة والمفسدة، وأما إذا كانت المصلحة أرجح فإنها تقدم بلا شك، وإذا كنا لا نمنع الناس من الخروج للمباحات كالتنزه ونحوه بسبب تلك المنكرات فكيف يمتنعون من العبادات مما فيه مرضات لله تعالى.
     
    لا أشك في أن الشيطان هو الذي ألقى هذه الشبهة ليصد عن ذكر الله وعن الصلاة وعن فعل ما يرضاه الله، زر المرضى واشهد الجماعات واتبع الجنائز ولا تترك حقا لباطل، وقد نص فقهاؤنا الحنابلة على هذه المسألة، فقرروا أنه يشهد الجماعة وإن كان في طريقه منكر وينكر بحسبه، يعني إن قدر على الإنكار أنكر وإلا فلا شيء عليه، وأنت كلما غضضت بصرك عن محرم أو نهيت نفسك عن محرم أو نهيت عن منكر تشاهده فأنت في عبادة لله تعالى، فتجمع إلى عبادتك التي تسعى إليها عبادات أخرى، فلا تتبع خطوات الشيطان ولا تترك طاعة الله تعالى لهذه الأوهام ولا تدع حقا لباطل.
     
    قال البهوتي في شرح الإقناع: (وَإِنْ كَانَ بِطَرِيقِهِ إلَى الْمَسْجِدِ مُنْكَرٌ كَغِنَاءٍ لَمْ يَدَعْ الْمَسْجِدَ) وَكَذَا لَوْ كَانَ الْمُنْكَرُ بِالْمَسْجِدِ فَيَحْضُرُ (وَيُنْكِرُهُ) بِحَسَبِهِ. انتهى.