أنا آسفة جداً بس مش قادرة أتجاهل فكرة في دماغي مع كل الاحداث والاقدار الصعبة الي في حياتي وحياة الي حواليا، أنا عارفة إن ربنا رؤوف رحيم بس ليه يسمح للظلم إنه يحصل مش ربنا عادل ليه يسيب الظلمة يعملوا كده؟ أنا آسفة بس حاسة إني مهزوزة ومش واثقة ولا فاهمة ايه الي بيحصل بجد.
"إن الله لا يظلم الناس شيئا، ولكن الناس أنفسهم يظلمون"
لم يخبرنا الله تعالى أنه سيمنع الخلق من ظلم بعضهم بعضا في الدنيا، ولا يلزمه سبحانه أن يفعل ذلك، وإنما خلق الله الناس، وأرسل إليهم الرسل، وأنزل الكتب، وأمرهم ونهاهم، ووعدهم وتوعدهم، وأعطاهم إرادة وقدرة واختيارا، ثم منح كلا منهم مدة وزمنا يعيش فيه في تلك الدنيا، اختبارا لهم، ثم يميتهم، ثم يبعثهم، ويحاسبهم، ويثيب ويعاقب، على وفق ما تقتضيه حكمته ومشيئته، سبحانه وبحمده.
وفي يوم البعث تؤدى الحقوق لأصحابها كاملة، حتى حقوق الحيوانات، فإن الشاة الجلحاء يقتص لها من الشاة القرناء التي نطحتها بغيا عليها في الدنيا، فكيف بحقوق الخلائق؟ كيف بمن قتل وعذَّب وخوَّف وآذى وطغى وظلم وبغى؟! كيف بمن سرق وسفك وهتك واعتدى؟! أظننت أن الله تاركهم؟! إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار.
ألم تقرئي كلام الله .. ؟!
"ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون - إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار".
"وما نؤخره إلا لأجل معدود - يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه، فمنهم شقي وسعيد"
"قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم، وذلك على الله يسير"
طيب: لماذا خلق الله دارا قبل الدار الآخرة، وشاء أن يقع فيهم من الخلق ظلم لبعضهم، وأراد أن يقع فيها من خلقه حق وباطل، وإيمان وكفر، وعدل وظلم، وهدى وضلال، وبر وفجور، وإحسان وبغي؟!
الجواب: يفعل ما يشاء، لا يُسأل عما يفعل، ونحن عباد له، لسنا شركاء له في الملك، وما فعله ويفعله هو عين ما تقتضيه الحكمة الكاملة، والعلم الشامل المحيط، وحسبنا جواب ربنا للملائكة "إني أعلم ما لا تعلمون"، كفانا جواب الله لهم، فقد قال الحق، وهو العلي الكبير.