631      2184
  • تشعر أن الإسلام يظلم المرأة وهذا الشعور يخنقها ويخيفها..
  • وجدان العلي
    وجدان العلي
    ..
  • يا شيخنا ساعات بحس - استغفر الله - أن ربنا ظالمنا (البنات) .. زى مثلا: تعدد الزوجات للرجالة ، واحنا بناخد نص اللى بياخدوه فى الميراث ، واحنا طالعين لازم نطلع بطرحة ولبس معين ، والرجالة تطلع عادى من غير طرحة .. مخنوقة من الاحساس والتفكير ده وحاسة ربنا كرهنى بسبب كده وممكن يعاقبنى .. جاوبنى اعمل ايه؟
    تذكرت شجرةً ناضرة تمد جذورها في الأرض، وترى الفراشات والطير من حولها يغدو ويروح في السموات ويأوي إليها التماس ظلها الوارف وجمالها البديع،
     
    لكنها نسيت كل هذا فضجرت وقالت: لم لا أتحرك، وأنخلع من جذوري، وأغدو وأروح كغيري؟!
     
    ثم استجمعت قوتها فخلعت جذورها ونزعت نفسها من مكانها، فسرعان ما أحست بدبيب الفناء يسري في جذعها، والذبول يهرول إليها،
     
    فلما أحست بالموت قالت: نسيت أن كل شيء له جماله، ومن لم يرض بجماله، أسرع إليه الفناء، ولحقه القبح ميتا مهانا!
     
    أو كمصباح ضجِر وتأفف من الأسلاك والسلاسل التي تمسكه في سقف المسجد مضيئا منيرا، فسعى إلى فكاك نفسه من تلك القيود في ظنه، فهوي متكسرا وذهب عنه الضوء بعيدًا!
     
    هي لم تكن قيودا، بل كانت قنوات ضوء تمده بالحياة!
     
    ماذا أريد أن أقول؟
     
    إن من سلم أن الله تعالى هو رب العالمين فإنه ولابد سيكون مؤمنًا أن الله تعالى هو الحق، وأنه الملك العدل الذي لا إله إلا هو..
     
    فإذا كان ذلك كذلك لم يلحق بقلب العبد وسوسة شك في عدل الله تعالى ورحمته، وأن شرعه دائر بين الرحمة والحكمة، والفضل والعدل.
     
    وما تناثر من أمثلة وهواجس في كلامك غريب عجيب بمقتضى العقل، فمتى كان الستر عيبا، ومتى كان حفظ المرأة لنفسها قدحًا في العدل الإلهي؟!
     
    وهل صيانة المرأة من غبار المتطلعين صار ظلمًا؟
     
    وإذا كان الجمال محبوبًا إلى النفوس، فأراد رب العالمين سبحانه وبحمده أن يكون الوصول إلى هذا الجمال بالجمال، وبسلوك طرق الوصال المحمودة عند كل ذي فطرة سوية، وعقل مستقيم.
     
    فيقال للرجل والمرأة: غضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم، وأنتِ أيتها الفتاة زادك الله جمالا فوق الجمال، فصانك عن الابتذال، وجعل الوصول إليك سبيلا واحدًا في الحلال، وهو الزواج من الذي توافقين عليه بلا قهر ولا جبر،
     
    وقد جعلك منذ خلقتك مصونةً محفوظة متنقلة من حفظ إلى حفظ، من والد يرعاك إلى زوج يحبك ويرعاك، وأوجب عليه -لا عليك- النفقة، وجعل السعي إليك عليه -لا عليك- وفرض على ابنك إن كان لك ذريةً برا مضاعفًا وإحسانًا يفوق إحسانه للأب، وجعل من أجل القربات إحسانه إليك..
     
    أيكون هذا هو الظلم!
     
    وهل ترين العدل في أن تخرج من نسقها وتخالف فطرتها وطبيعتها، وتشرك غيرها فيما يضاد أصل خلقتها؟!
     
    مع ما يكون لك من الميراث الذي له صور ترث فيه المرأة مثل الرجل بل وأكثر منه بل وترث ولا يرث..
     
    فتارة تأخذ مثله، كالأم مع الأب في حال وجود الابن، فللأم السدس، وللأب السدس، والباقي للابن . وكالأخ والأخت لأم، فإنهما يرثان بالتساوي.
     
    وتارة تأخذ أكثر منه، كالزوج مع ابنتيه، فله الربع، ولهما الثلثان، أي لكل واحدة منهما الثلث .
    وكالزوج مع ابنته الوحيدة، فله الربع، ولها النصف، ويرد الربع الباقي لها أيضا.
     
    وتارة ترث ولا يرث، كما لو ماتت امرأة وتركتْ زوجاً وأباً وأماً وبنتاً وبنت ابن، فإن بنت الابن ترث السدس، فى حين لو أن المرأة تركت ابن ابنٍ بدلاً من بنت الابن لكان نصيبه صفرًا ..
     
    وكذلك من كمالات الإسلام تشريع التعدد، ومن عاين البشرية وما هي فيه، وعاين مشاكل البيوت، والتخالف الذي يقع كثيرا بين الأزواج، فيقال له: لا تطلق فتكسرها، والتمس لروحك سكنها بأخرى، واعدل بينهما ولا تظلم، وكن رحيما بذولا تسع من في عصمتك بالتغافر والحلم.. أيكون هذا تشريعا للظلم!!
     
    بعيدًا عن الأمثلة والرد عليها الذي يطول جدا أقول لك: من رضي بالله ربا أرضاه ربه، وأراه من حكمه وإحسانه ما ينطق لسانه بحمد لا ينتهى، ومن حُجب فظن أن العدل والإحسان في " نظرته الخاصة" التي لا تصلح للعالم كله، لأن فيها ما فيها من الأنانية والشخصنة والذاتية والنقص والقصور والضعف الذي لا يجعلها قانونا للناس.