التجويد منه ما هو واجب ومنه ما هو مستحب، وما دام القارىء يجتنب اللحن الجليّ فلا إثم إن شاء الله.
الواجب ما تستقيم به الألفاظ والمعاني، بحيث لا تبدل حرفا بحرف، أو تشكيلا لحرف بتشكيل آخر، ونحو هذا، وكل إخلال يتغير به المبنى واللفظ أو يفسد به المعنى لا يجوز، ويجب على الإنسان أن يصححه، لئلا يقع في تحريف القرآن، إلا أن يعجز عن ضبط لسانه بعد المحاولة، أو لا يجد من يصحح له، فالواجب يسقط بالعجز عنه.
والمستحب هو التحسينات، مثل مقادير المدود والغنات والإخفاء والإقلاب واستيفاء الصفات وتحقيق المخارج الدقيقة ونحو هذا، بحيث يتحرز القارىء عن الوقوع في اللحن الخفي.
فالأول لا بد منه، حتى يسلم القارىء من اللحن الجلي وتحريف القرآن.
والثاني مستحب لتحسين التلاوة وتحبيرها وتجميلها، ليسلم من اللحن الخفي، لكن لا يأثم من تركه إن شاء الله؛ وقد حمل شيخ الإسلام زكريا القول بالوجوب على الوجوب الصناعي، لا الشرعي.
وقال الملا علي القاري فيه: "لا يُتصور أن يكون فرض عين يترتب العقاب على تاركه لما فيه مِن حرج عظيم".
والله أعلم وأحكم وألطف وأرحم.