الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ؛
يستحب الدعاء عند ختم القرآن، فقد صح عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه (كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده، فدعا لهم).
رواه ابن أبي شيبة في [المصنف رقم ٣٠٠٣٨، والدارمي في السنن رقم ٣٥١٧، وسعيد بن منصور في التفسير من السنن رقم ٢٧، والطبراني في المعجم الكبير رقم ٦٧١]..
وهو مشهور عن أنس من رواية جماعة من الثقات عن ثابت البناني، وعن قتادة، كلاهما عن أنس..
وهو ثابت عن مجاهد، كما عند [الدارمي رقم ٣٥٢٥ بإسناد صحيح، عن الحكم]، قال: (بعث إلي مجاهد قال: إنما دعوناك أنا أردنا أن نختم القرآن وإنه بلغنا أن الدعاء يستجاب عند ختم القرآن، قال: فدعوا بدعوات)
وعند البيهقي في [شعب الأيمان ١٩٠٩]: (قال: أرسل إلي مجاهد، وعبدة بن أبي لبابة، قالا: إنما أرسلنا إليك أنا نريد أن نختم القرآن، وكان يقال: إن الدعاء يستجاب عند ختم القرآن، فلما فرغوا من ختم القرآن دعوا بدعوات).
وفي [مسائل عبدالله بن أحمد رقم ٣٢١]:
قال عبد اللَّه: سألت أبي عن الدعاء عند ختم القرآن قائمًا أو قاعدًا؟
فقال: يقال: إن أنسًا كان يجمع عياله عند الختم.
قال أبي: وكان المعمر بن سليمان إذا أراد أن يختم اجتمع إليه جماعة أراه قال: يدعو ويدعون -يعني: إذا ختم.
قلت لأبي: يدعو إذا قرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} أو يبتدئ من البقرة؟
فقال: إذا ختم القرآن دعا.
والله أعلم.