أرجوك رد ! أنا أضع المكياج 7 سنوات ، ونفسي أتوب ، لكن الذين حولي يكرهونني في شكلي بدونه ، وانا فعلا وحشة بدونه ، وأنا أصلي وأقرأ القرآن وأعرف أنه ذنب كبير .
بدونه كل الذين حولي يقولون : شكلك تعبان ، شكلك وحش ، ويبصوا لي باستغراب وقرف ! أعمل إيه ؟
صدقيني أخيتي، المشكلة فيهم، وليس فيكِ .
إنما الحسنُ ما حسَّنه الشارعُ، والقبيحُ ما قبَّحه الشارعُ .
وتركُ الزينة بحضرة الأجانب قد حسَّنه الشرعُ، فإن تركتِ زينتك أمام الرجالِ الأجانب = فأنتَ على الحال الحسَن والشكل الحسَن والفعلِ الحسَن .
وإن تبرَّجتِ بزينةٍ أمام الأجانب فهذا هو القبح عينُه؛ إذ الحرامُ في الشرع قبيح .
فالمشكلة ليست فيكِ أخيتي، حسبُك أنكَ على حال الحُسْنِ عند الله، إنما المشكلة في أعينهم التي ترى الحسن قبيحًا، والقبيح حسنًا .
ثمَّ تذكري أخيتي؛ أنكَ موقوفة بين يدي الله سبحانه، مسئولة عن أعمالِك كلِّها، صغيرها وكبيرِها، وهؤلاء الذين يصدونك عن طاعة الله بنظراتهم وكلامِهم الغثّ سيفرون منكِ يوم القيامة.
ضعي نصبَ عينِك قولَ ربِّنا سبحانه: (ولا تبرجن تبرُّج الجاهليّة الأولى)، وإبداءُ الزينة للرجالِ الأجانب تبرُّج محرّمٌ، والقاعدة في أصولِ الفقه أنَّ العبرة بعمومٍ اللفظ لا بخصوص السبب.
ضعي نصبَ عينِك قولَ الله سبحانه: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهرَ منها)، قالَ ابنُ عبَّاس وابن عمر رضي الله عنهما: الوجهُ والكفان.
هكذا قال الحبران العالمان الجليلان صاحبَا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حسبُكِ أن تكوني جميلة عند الله سبحانه وإن لم تكوني كذلك في أعينِهم السقيمة .
وحسُبك أن يثني عليكِ الله سبحانه في الملأ الأعلى وإن نظروا إليكِ شذرَ مذر .
توجهي الآن أخيتي إلى مصَّلاكِ في غرفتِك، وتوضئي، وصلِّي، وعاهدي الله سبحانه أن تجعليه أجلَّ الناظرين إليكِ، وأن تتركي في سبيلِه ما فطركِ الله على حبّه من تزيّنٍ، إلى أن تتزيني على الوجهِ الذي يرضيه سبحانه فيما أحلَّه الله.
واطرحي عنكِ الناس ونظراتهم؛ فليس أحدٌ بنافعٍ أحدًا في الآخرة.
أعانكِ الله وأكرمكِ، وبارك فيك .
