يا شيخ لي صديقة تريدنى ان اذهب إليها فى بيتها لأحفظها القرآن ولكن أ شعر ان من المفترض أن تأتى لي هي لا أنا لا أعرف لماذا أشعر بالقلة هل أنا محقة؟
القرآن عزيز، والعلم شريف، والقرآن أعلى العلوم، والعلم يؤتى ويُقصَد ويطلَب، وإذا كان في الذهاب إلى أحد لتعليمه نوع مذلة أو إهانة للعلم فلا بد مِن التوقي من ذلك حتى يعرف شرف العلم ويبذل نفسه له.
ولذلك قيل:
لا يُحمَل العلم إلى بيت أحد // فالعلم يؤتَى، فائته يا ذا الرشَد!
وقال الزهري: هَوَانٌ بالعلم أن يَحمِلَه العالم إلى بيت المتعلم!
وقال الجرجاني:
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم // ولو عظموه في النفوس لعظّما!
لكن أهل العلم استثنوا من ذلك ما إذا دعت حاجة إلى ذلك أو ضرورة، أو اقتضته مصلحة دينية راجحة، وحسنت فيه نية صالحة، وقالوا: لا بأس بذهاب العالم إلى المتعلم حينئذ إن شاء الله تعالى.
قالوا: وعلى هذا يُحمَل ما جاء عن بعض أئمة السلف مِن المشي إلى الملوك وولاة الأمر كالزهريّ والشافعيّ وغيرهما، لا على أنهم قصدوا بذلك فُضُول الأغراض الدنيوية.
قالوا: وكذلك إذا كان المَأْتيُّ إليه مِن العلم والزهد في المنزلية العَلِيَّة والمحل الرفيع فلا بأس بالذهاب إليه حينئذ، فقد كان سفيان الثوري يمشي إلى إبراهيم بن أدهم ويفيده، وكان أبو عبَيد القاسم بن سلام يَمشي إلى علي بن المديني يُسْمِعه غريب الحديث.
ولا بد للمعلم والمتعلم أن يتواضعا لله، وأن يكرما العلم ويعظماه، ويقصدا بتعلمه التقرب إلى الله سبحانه.