همتي تتطلع إلى معالي الأمور وعملي قليل وذنوبي كثيرة، نفسي اللوامة تسيطر علي والنتيجة ندم وحسرة واكتئاب لا يفارقني.
كلنا هذا الرجل، ولا بأس من حزن المرء على حال نفسه وعلى تقصيره، لكن مشاعر الحزن والندم والخوف المشروعة هي التي تدفعك لمزيد من العمل والإحسان، لا إلى الاكتئاب والانزواء وانطفاء شعلة النفس.
"إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا . إنا نخاف من ربنا يومًا عبوسًا قمطريرًا".
والنبي صلى الله عليه وسلم كان أزهد الناس وأخوفهم من الله، كان يصلي حتى تتفطر قدماه، ويقرأ وفي صدره كأزيز المرجل من البكاء، ومع ذلك كان كثير التبسم، ويضحك حتى تبدو نواجزه، بأبي هو وأمي، فهذا التوازن هو الذي يحبه الله ويحث عليه، وهو الذي يعين العبد على الاستمرار وعدم السقوط.