نعم يغني بلا خلاف فهو طهارة كبرى، فإن انتقض الوضوء أثناء الغسل وقبل الفراغ منه بحيث عمم جسده بعده بالماء فلا أثر للانتقاض، وإن كان الانتقاض للطهارة بعد الفراغ من الغسل فإنه فيتوضأ له، وإن كان نزول القطرات بسبب السلس فلا أثر لها..
هذه مسألة إجماع لا خلاف فيها، كما قال ابن عبد البر في التمهيد ٢٢/ ٩٣ (المغتسل من الجنابة إذا لم يتوضأ، وعم جميع جسده ورأسه ويديه ورجليه وسائر بدنه بالماء وأسبغ ذلك وأكمله بالغسل ومرور يديه، فقد أدى ما عليه، إذا قصد الغسل ونواه، وتم غسله لأن الله عز وجل إنما فرض على الجنب الغسل دون الوضوء بقوله عز وجل {ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا}، وقوله {وإن كنتم جنبا فاطهروا}، وهذا إجماع لا خلاف فيه بين العلماء، إلا أنهم مجمعون أيضا على استحباب الوضوء قبل الغسل للجنب تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنه أعون على الغسل وأهذب فيه، وأما بعد الغسل فلا).