قالوها على سبيل التعسف والتحكم والاشتراط لكي يخرجوا معه، وقالها موسى على سبيل المحبة والشوق والطمع، وهذا ينبيك أن الفعل الواحد يتغير حكمه بتغير مقصوده، ولذلك قال تعالى: (فأخذتهم الصاعقة بظلمهم) فكان سؤالهم ظلما أي تعديا، وتلطف بموسى لما كانت حاله التي أفضت إلى سؤاله، فلم يزد أن قال له: (لن تراني)، ثم أرشده إلى العلة بتحقيق المثال، وهذا مبالغة في جبر الخاطر، بالتوقيف على علة المنع، وأنه ليس القلى ولا الجفاء، لا كما يتوهم من أنه نوع عقوبة.