اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.
قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن مطرف، عن أبيه قال: "انتهيت إلى رسول الله ﷺ وهو يصلي ولصدره أزيز كأزيز المِرجَل".
وفي رواية يزيد بن هارون: "وفي صدره أزيز كأزيز الرَّحَى من البكاء ﷺ".
وأزيز المِرجل: صوت الإناء الذي يغلي فيه الماء.
وأزيز الرحى: صوت الطاحون.
وروى الإمام مسلم في صحيحه من طريق عن شعبة، عن معاوية بن قرة، قال: سمعت عبد الله بن مغفل المزني، يقول: «قرأ النبي ﷺ عام الفتح في مسير له سورة الفتح على راحلته، فرجَّع في قراءته». قال معاوية: «لولا أني أخاف أن يجتمع عليَّ الناس لحكيتُ لكم قراءته».
والترجيع: ترديد الصوت في الحلق، أو مَدُّ الصوت في القراءة.
قال أبو عبيد: الأحاديث الواردة في ذلك محمولة على التحزين والتشويق.
وروى الإمام مسلم أيضا في صحيحه عن عبد الله بن مسعود، قال: قال لي رسول الله ﷺ: «اقرأ عليَّ القرآن» قال: فقلت: يا رسول الله أقرأ عليك، وعليك أُنزِل؟ قال: «إنِّي أشتهي أن أَسمَعه من غيري»، فقرأتُ النساءَ حتى إذا بلغت: [فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا] رفعتُ رأسي، أو غَمَزَنِي رجل إلى جنبي فرفعت رأسي، فرأيت دموعه تسيل.
صلى الله وسلم عليه، وزاده فضلا وشرفا لديه، وأكرمنا بالترقي في معارج محبته واتِّباعه حتى يحشرنا بفضله في زمرته ويكرمنا بصحبته في أعلى جنان الخلد. آمين.