ليس للوالدين الحق في أن يصنعوا ما شاءوا مع أولادهم ولا شيء، والقرآن لم يأمر بطاعتهم في كل شيء إلا الشرك، هذا فهمك الخاطىء، بل لا يجوز طاعتهما في أي معصية حتى لو لم تكن شركا.
والوالدان لا يحق لهما ظلم الأولاد، ولا إيذاؤهم بغير حق، بل هم راعون لهم ومسؤولون عن رعيتهم، لكن مع ذلك حق الوالدين عظيم، والبر بهما واجب، وتقصيرهما أو خطؤهما لا يبرر عقوقهما وإيذاءهما، ولا يُسقِط حقهما في البر والإحسان، فالأبناء مكلفون بالإحسان، والآباء مكلفون بالقيام بحقوق الأبناء، ولا يحق لأحدهما أن يظلم الآخر أو يسلبه حقوقه.
لكن أيضا لا بد أن ننتبه إلى أن بعض الأبناء يبالغون في اتهام والديهم، لأنهم ينتظرون من آبائهم أمورا لا تجب عليهم، فإذا لم يَحصلوا عليها ظنوا هذا ظلما من الوالدين وعدوانا أو تقصيرا في حقوقهم، وهذا تخليط وتَذَمُّر بغير حق، فليحاسب كل امرىء نفسه، وليتهمها قبل أن يبادر باتهام والديه، ولينظر في وجوه كثيرة من الإحسان قدَّماها فليجعلها شفيعا لهما فيما يظنه تقصيرا أو إساءة.
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد ... جاءت محاسنه بألف شفيعِ.