الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد.
فالعادة السرية (الاستمناء) : استخراج المني بغير جماع ، وفيما يتعلق بالسؤال فيترتب على الاستمناء بنهار رمضان عدة أحكام :
(1) أولًا :
وجوب التوبة من هذا الذنب ؛ إذ الاستمناءُ محرمٌ؛ لقول الله سبحانه : {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}.
فقَصَر ربُّنا جل وعلا الحِلَّ على الزوجة والأمة ، فالاستمناء مما وراء ذلك ، ومن أفطر به في رمضان فقد ارتكب إثمين ، إثم الاستمناء ، وإثم إفساد صوم يوم من رمضان.
قال الإمام ابن كثير رحمه الله : «استدل الإمام الشافعي رحمه الله ومن وافقه على تحريم الاستمناء باليد بهذه الآية الكريمة : (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم) ، قال : فهذا الصنيع خارج عن هذين القسمين» .
(2) ثانيًا :
الاستمناء مفسد للصوم ؛ لأن الإيلاج من غير إنزالٍ مبطلٌ فالإنزالُ بنوع شهوة أولي أن يكون مفطرًا ، فمن أفطر بالاستمناء وجب عليه قضاء اليوم الذي أفطره بالاستمناء ، ويجب عليه الإمساك بقية نهار اليوم الذي أفسده لحرمة الوقت ، ولا فرق في ذلك – أي في فساد الصوم ووجوب القضاء - بين أن يكون استمنى بيده هو أو بيد زوجته.
(3) ثالثًا :
الاستمناء غير موجب للكفارة ؛ إذ الكفارة لا تجب إلا بإفساد صوم يوم من رمضان بجماع أثم به بسبب الصوم ، ومن ثمَّ لا تجب الكفارة في الإفطار بالاستمناء.
فالخلاصة ؛ أن من أفسد يومًا من رمضان بالاستمناء يجب عليه ثلاثة أمور : توبة إلى الله سبحانه ، وإمساك بقية اليوم لحرمة الوقت ، وقضاء هذا اليوم بعد رمضان .
والله تعالى أعلى وأعلم .