ألا ترى أن البنت مظلومة فى كون الشاهد الوحيد على عفتها عشاء رقيق قد يمزق لأى سبب خارج عن إرادتها وبدون عمد وبدون ارتكابها لشئ محرم؟ ماذا هى بفاعلة؟
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ؛
أنت نفسك لم تأتِ بشاهد آخر للعفة، ولكنّك اكتفيتِ بأن غشاء البكارة هو الشاهد الوحيد على العفة وكل ما تقدمينه هو استثناءات يمكن من خلالها أن يزول هذا الشاهد..
والحقيقة أن المسألة لها تعلق بالمصداقية وعدم الغش وليس العفة، فقد تتزوج المطلقة والأرملة دون إشكال لأنّ الزوج يعلم أنّه لا يتزوج بكرًا، الإشكال ينتج في حالة ما إذا تم التدليس على الزوج أنه تزوج بكرًا أو في حالة ما إذا أُخبِر فلم يصدق أن البكارة زالت خطأ وليس لزنا ونحوه..
أمّا من الناحية الفقهية فجمهور العلماء أنّ البكر التي زالت بكارتها بوثبة أو ما شابه لها حكم البكر، فالمشكلة ليست من جهة الشرع، ولكنّها مشكلة اجتماعية نفسية، أنّ الزوج لن يصدق في الغالب أن البكارة زالت بحادثة، وهنا ينبغي أمران:
- في حالة زوال البكارة ينبغي المبادرة بالحصول على تقرير من أقرب مختص بالطب الشرعي عن الحالة وأن البكارة زالت لعارض أو حادثة بخلاف الزنا، ويكون هذا التقرير معها مستقبلا.
- إخبار ولي الأمر والذهاب لأحد أهل العلم الثقات وعرض الأمر عليه واستفتائه في حكم الرتق العذري "أو ترقيع غشاء البكارة" في هذه الحالة تحديدًا بظروفها وملابساتها ولو كان معه تقرير الطبيب الشرعي يعرضه عليه، والمفتي يزن الأمور ويخبر بالجواز من عدمه وفقًا لما يراه ويترجح له.
وفقكم الله وستركم ويسر أمركم.
والله أعلم.