815      386
  • ما هو الإعجاز في سورة الكافرون؟
  • عمرو الشرقاوي
    عمرو الشرقاوي
    التفسير وعلوم القرآن
  • أين الإعجاز في القرآن الكريم، أين الإعجاز في سورة الكافرون مثلا؟
     
    الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ؛
     
    أبين لك إن شاء الله تعالى شيئًا من إعجاز القرآن في هذه السورة المباركة، وكيف أنها مع وجازتها حوت من المعاني الشيء الكثير، والكثير جدًا، وسنجعل هذه الفوائد على هيئة نقاط ليتضح لك الأمر.
     
    وهذه السورة الكريمة، جمعت التوحيد العملي، فهي سورة البراءة من الكافرين..
     
    1- افتتحها الله عَزَّ وَجَل بقول (قل) ليُبَيِّن أن أمر الدين ليس بيد أحد، ولو كان عبد الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، بل الدين لله، منه وإليه سبحانه.
     
    2- ثم يأتي النداء {يا أيها}، الذي يستدعي إقبال المنادى، وانتباهه إلى ما يقال.
     
    3- جمع الله عَزَّ وَجَل في الآية الأولى بين عدة أصناف في وصف واحد، فجمع بين كل من لم يؤمن برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لأنهم جميعًا يشتركون في وصف الكفر، فهذه آية واحدة تتحدث عن الكافرين من مشركين، ويهود، ونصارى، وبوذيين، وغيرهم.
     
    4- ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه بأن ينفي عبادته لآلهة المشركين في الحاضر، فقال: {لا أعبد ما تعبدون}، أي: الآن.
     
    5- وأن ينفي عبادته لآلهة المشركين في المستقبل، فقال: {ولا أنا عابد ما عبدتم}.
     
    6- وفي مقابل نفي عبادته لآلهة المشركين في الحاضر، جاء إثبات الشرك لهم في الحاضر، في قوله: {ولا أنتم عابدون ما أعبد}، وفي مقابل نفي عبادته لآلهتهم في المستقبل قال: {ولا أنتم عابدون ما أعبد}.
     
    7- وعبر عن الله تعالى المعبود بـ "ما"، والتي تعني في هذا السياق المعبود الموصوف بكونه سبحانه أهلًا للعبادة، ولم يعبر بـ "من" التي لا تفيد هذا المعنى.
     
    8- وقدم قوله {لكم دينكم} على قوله {ولي دين} ليشعرهم بسوء اختيارهم، وعسير عاقبتهم، وليخبرهم أنه اختار النصيب الأوفر، والحظ الأفضل.
    وفيه مطابقة أول السورة مع آخرها.
     
    9- في السور عدة أساليب، منها: الأمر، والنداء، والنفي، واستخدام الجملة الفعلية، واستخدام الفعل المضارع، واسم الفاعل، والدلالة على الحال، والدلالة على الاستقبال، وأسلوب التقديم والتأخير، وغيرها من الأساليب التي اجتمعت في سورة عدد آيها (6) آيات!
     
    10- وفي السورة بيان لشجاعة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث خاطبهم بما يكرهون، وتبرأ منهم، ولم يخش أحدًا إلا الله عَزَّ وَجَل الذي عصمه من شرهم ومكرهم.
     
    تلك عشرة كاملة، وإن أردت بيانًا وزيادة زدناك، والله يؤتي فهم كتابه من يشاء، ويفتح عليه بما شاء.
     
    والله أعلم.