الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، أمَّا بعد؛
هو صلاة ناشئة الليل وأوله، كما هو قول ابن عمر وأنس وعلي بن الحسين -رضي الله عنهم- في تفسير قول الله تعالى: {إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا} ، قالوا: الناشئة صلاة ما بين المغرب والعشاء، فكانوا يتنفلون بينهما.
وذهب ابن عباس والجمهور إلى أن ناشئة الليل قيامه بعد صلاة العشاء، أو القيام في الليل كله، وقيل بل الناشئة ما كان بعد نوم الليل، وقيل هو الصلاة في الثلث الأخير من الليل خاصة.
وقد عقد له محمد بن نصر المروزي في كتابه قيام الليل بابا في الصلاة ما بين المغرب والعشاء، والحث عليها، وفيه
(عن يزيد بن أبي حيكم رحمه الله: سألت سفيان عن الصلاة بين المغرب والعشاء أمن صلاة الليل؟ فقال لي: نعم.
ورأيت سفيان الثوري كثيرا يصلي ما بين المغرب والعشاء.
وكان علي بن الحسين -رضي الله عنه- يصلي ما بين المغرب والعشاء، فقيل له: ما هذه الصلاة؟ قال: " أما سمعتم قول الله تعالى: {إن ناشئة الليل} ، فهذه ناشئة الليل).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قال: صلاة الأوابين الخلوة التي بين المغرب والعشاء حتى يثوب الناس إلى الصلاة).
ولا شك بأن الصيف الذي يقصر فيه الليل جدا يناسبه أن يتنفل أهل القرآن بين المغرب والعشاء، ويقومون ما تيسر لهم ويوترون بعد العشاء.
والله أعلم.