أريد البقاء في حالة إيمانية معظم الوقت، أو ألا أرتكب ذنوبا عندما ينقص إيماني، الذي يحصل أن إيماني يزيد وقت الندم والتوبة، وعند عمل طاعة أفتر بعدها، فأرتكب ذنوبا مرة أخرى، وهكذا.
هذه طبيعة النفس، هي بين إقبال وإدبار وإقدام وإحجام، والعاقل من يستغل لحظات إقبالها فيحملها على الطاعة مستعينا بالله، ويكبح جماحها وقت إدبارها ويحول بينها وبين ما فيه هلكتها، ويكون ذلك بدوام المحاسبة للنفس، فمحاسبة قبل كل عمل ومحاسبة أثناء العمل ومحاسبة بعد العمل، هذا الحساب للنفس كما يحاسب الشريك الخوان يجعلها لا تتفلت من بين يديك ولا تفعل خلاف ما تريد، والكيس كما في الحديث من دان نفسه أي حاسبها.
وعليك بدوام المراقبة واستحضار اطلاع الله عليك وإحاطته بك وأنه لا يخفى عليه شيء من أمرك، فدوام الفكرة في أسمائه وصفاته جل وعلا تكسب القلب حياة بحيث إذا همت النفس بالإقدام على ما لا يرضي الله أو بالقعود عما يحبه الله ذكرها نظر الله إليه واطلاعه عليه ففعل وترك ما يقتضيه استشعاره لنظر الرب جل اسمه، وإلزام النفس بشيء من النوافل لا تخل به مهم جدا فإن الحفاظ على النوافل سبيل الحفاظ على الواجبات كما أن ترك المكروه سبيل ترك المحرم، وشغل النفس بالنافع دائما وحراسة خواطرها بحيث تبدل الفكرة السيئة بأخرى صالحة فإن أول المعصية خاطرة السوء، وقبل ذلك ومعه وبعده الاستعانة بالله ودعاؤه وسؤاله التثبيت فإنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.