قبل الزواج كانت بيني وبين زوجي أمور محرمة، تبنا واستغفرنا ونحن متزوجان منذ خمس سنوات ومعنا عيال، حياتنا للأسف ليست بأحسن حال، هل سنظل ندفع ثمن ذاك الذنب طوال حياتنا؟ وهل توبتنا وزواجنا لا يغفرون لنا أفعال وقت الطيش؟
من أخبرك أن هذا ثمن الذنب الفلاني؟ وماذا عن باقي ذنوب حياتك؟ ومن أخبرك أن هذا بسبب الذنوب أصلا؟
إنما يلزمك الذي يلزمنا جميعًا، التذكر بعد النسيان واليقظة بعد الغفلة، وتجديد التوبة، والإقبال على الله، والتماس مرضاته، ومجانبة سخطه،
فإن كان بلاؤك عقوبة تبت حتى لا تجمعي على نفسك عقوبتي الدنيا والآخرة،
وإن كان بلاؤك تذكرة وتخويف استجبت حتى لا تغرقي في بحار الغفلة وقسوة القلب،
وإن كان بلاؤك رفعة للدرجات شكرت النعمة وازددت من الخير
- رفع درجات كما في حالة الأنبياء.
ولا نستطيع الجزم بأن إصابتنا بالبلاء تدخل تحت أي نوع، لكن علينا نُحسِن التعامل مع البلاء، وذلك بالصبر والرضا.
.فأحسن ضيافته بالصبر، فقريبا سيرحل، تاركا عظيم الأجر مع محو الوزر.
وكتب د.خالد أبو شادي - فرّج الله عنه -:
( ليست المصائب دائما عقوبة على الذنوب، وإلا فإن أشد الناس بلاء الأنبياء وهم أفضل الخلق.
= قد يقع البلاء اختبارا للعبد، هل يعبد الله على حرف أم لا؟ بمعنى هل يطيعه عند الرخاء دون الشدة؟ هل يحب ربه مع العطاء فإذا حرمه تباعد عن مولاه؟
= وقد يقع البلاء ليمنح العبد درجة عالية في الجنة، ما كان ليبلغها بعمله، لكن يبلغها بصبره.
= وقد يقع البلاء لتقصير العبد في الأخذ بالأسباب المطلوبة كما حدث عند مخالفة الرماة للأمر النبوي في غزوة أحد، فكانت الهزيمة.
= وقد يقع البلاء ليظل العبد دائما في محاسبة لنفسه، فالعطاء غالبا ما تصاحبه الغفلة.
= وقد يقع البلاء ليسمع الله دعاء عبده في الأسحار، ولولا البلاء ما دعا ربه متحرِّقا خاشعا.
= وقد يقع البلاء ليربي الله به عزائم الرجال، ويجهِّز من يحب من عباده لتحمل عظائم المهام وعظيم الواجبات.
= وقد يقع البلاء لتتعلم النفس حسن الظن بالله، وأن من وراء كل محنة منحة، فتزداد حبا لربها ورضا عن أقداره.
= وقد يقع البلاء لينزع العُجب من النفس فلا تتكل إلا على ربها، ولا تستغني بغيره، فإن سر طغيان العبد استغناؤه عن ربه، والبلاء من أكثر ما يُحوِج العبد لربه. )