باستحضار عظمة الله تعالى والعلم بأنه شديد العقاب وأن غضبه لا تقوم له السماوات والأرض، والفكرة في النار وما أعد لأهلها من العذاب الأليم والنكال الشديد، والفكرة في قبح الذنب وأنه نذالة وخسة وضآلة نفس، والفكرة في نعم الله عليك فتستحيي أن تقابل هذه النعم الكثيرة بالجحود والنكران، والفكرة في الموقف بين يدي الله وأن عملك كله سيعرض عليك وتكون صحيفتك بادية للخلائق فتخجل لنفسك من الفضيحة على رؤوس الأشهاد.
وكلما ازداد المرء علما ازداد خوفا لله وخشية منه سبحانه كما قال جل اسمه: إنما يخشى الله من عباده العلماء.
وبدعاء الله أن يرزقك قلبا حيا يألم لفعل المعصية، فإن القلب ما دام يتألم للمعصية فهذه علامة خير وحياة، وأما إذا غطى الران قلبه فلم يعد يبالي بما يقترف فهذه من أكبر علائم الخذلان نسأل الله السلامة، فسل الله أن يرزقك قلبا حيا ويوفقك لتوبة نصوح فإنه لا يعين على التوبة إليه إلا هو كما قال تعالى: ثم تاب عليهم ليتوبوا.