الحمد لله، والصلاة والسلامُ على رسول الله، أما بعدُ؛

فالأصلُ أنه لا فرقَ بين المحرمِ المسلم والمحرم الكافر فيما ينظرُ من محرمه؛ إذ المحرميّة عند أصحابِ الطباعِ السليمة مانعة من الاشتهاءِ.

ولكن نصَّ فقهاءُ الشافعيّة على أنه إذا كان الكافرُ يعتقدُ حلَّ نكاح المحارم كالمجوس مثلًا؛ فإنه يمنع من النظر، ولا يجوزُ للمرأة أن تظهر أمامها بغير حجابها الشرعي .

أما الملاحدة فإنَّ منهم من يُصَرُّح باستباحتِه، وبأنه لا يرى فيه خطأ، صرَّح بذلك بعض رؤوسهم، وهو (Lawrence Krauss)، ومنهم من لا يستبيح ذلك حتى ولو كانت مانعه من الاستباحة باطلًا .

فمثل النوعِ الأول هذا الذي يُصَرِّح باستباحته له حكم المحرم المجوسي، ومن ثمَّ يمنتع على المسلمة أن تجلس معه بغير حجابها الشرعيٍّ، بل صرحوا بمنع خلوتها به .

وإن كان لا يستبيحُ هذا الأمر = فلا حرج عليكِ من الجلوس معه، وشعرُك ظاهر؛ ما لم يبتدَّ لكِ نظرُه باشتهاءٍ أو ريبة منه، فيحرمُ.

والله تعالى أعلى وأعلم .